السماح للمحتالين بالتقارب
كان Bruno Gröning يعطي فرصة التراجع لجميع الناس
دَفعات بالإجبار – متطوعون يظهرون وجههم الحقيقي
كان بعض الناس وبشكل متكرر يحاولون التقارب من Bruno Gröning بحجة الرغبة بدعمه. لكن كان الكثير منهم معنيين فقط باستغلال قدراته لأسباب تجارية. بدى وكأنه يجذب ؤلائك الناس بشدة. عندما لم يفلحوا بتحقيق هدفهم أو عندما كان Gröning ينفصل عنهم، قاموا بمحاولة إجباره على دفع مبالغ من خلال جرّه الى محاكم طويلة.
منهم السيدة هولسمان التي وزوجها استقبلا Bruno Gröning ضيفا في بيتهما بصدر رحب في مدينةهيرفورد إمتنانا لشفاء ابنهما. بعد أن اتضح أنها لا تستطيع كسب المال من خلال Gröning قامت برفع دعوى أمام محكمة العمل. طالبت بتعويض الوقت الذي تطوعت له آنذاك كمعاش لها. أُجبر Bruno Gröning حتى آخر حياته بدفع قسطٍ لها كل شهر؛ وهذه الحالة لم تكن استثنائية؛ بهذا الشكل وبآخر كشف الكثير من متطوعيه نياتهم الحقيقية.
„وجود ؤلائك الناس كان من الضروري أيضا لكشف الإنسان على حقيقته"
لماذا اذاً سمح Bruno Gröningببؤلائك المساعدين الكاذبين أن يتقربوا منه بهذا الشكل؟ لماذا لم يمنع "التُجار الطمّاعين" من حوله؟ في أحدى محاضراته في أغسطس عام ١٩٥٠ في ميونخ رد على هذا السؤال قائلا: ما من محاولات قام بها الناس لكسب المال من خلال هذا الرجل الصغير ومعرفته وقدرته؛ اعتقدوا أنهم اكتشفوا منجم ذهب؛ وأتيحت للبعض منهم الفرصة لكسب المال ولكنهم لم يستطِعوا الانتفاع منه والحمد لله. اذاً كان من المفروض وجود ؤلائك الناس للكشف عن نياتهم ومَن هو الإنسان وأن الإنسان مستعد أن يمشي على جثثٍ ولم يسأل هل أذا تمت مساعدة المريض أم لا؛ يوجد أشخاص يمشون على جثث ويستطيعون تجاهل المريض في مأساته؛ ؤلائك الناس لم يهتموا بهذا الأمر ولم يتركوا حيلة للتقارب مني. أعلم بأن يُطرح بعض الأحيان السؤال: "اذا أدرك هذا الرجل الأمور بهذا الوضوح لما لم يعرف ذلك، لربما لا يعرف شيئا". "كيف واذا أعرف شيئا ستعلمون به بشكل تدريجي؛ وإنما هذا الأمر فكان من الضروري أن يحصل؛ هذه المادة كانت ناقصة لهذا البناء لشق وتحرير الطريق من أجلكم.“
إذاً كل أحد يعرف مَن هم"
السيدة غريتي هويسلر (١٩٢٢-٢٠٠٧(، من المشفيات ومتطوعة منذ مدة طويلة ل Bruno Gröning ومؤسسة "دائرة أصدقاء Bruno Gröning تصف في كتابها "هنا الحقيقة عن وحول Bruno Gröning“ الواقعة التالية: „في أحدى المرات عند وداعي للسيد Gröning وأنا متمنية له قائلة: „يا سيد Gröning ،أنا أتمنى لك أن تجد الهدوء لعملك وأن لا تُستغل من قِبل المتطوعين الكاذبين" رد علي وأنا مندهشة للغاية: „كليا خطأ، يجب أن يكون الأمر هكذا!“ أنا لم أفهم كلامه أبدا آنذاك ولكنه فهّمني لماذ وجب عليه فعل وتحمل كل هذا؛ وأباح لي هكذا بسرٍ كبير: „أنا أدري ماذا يحمل إنسانٌ في داخله، ولكن لو قلتُ للناس: „إنه محتال وسرّاق" لا يصدّقني أحد. أذاً ماذا علي فعله؟ يجب أن أسحب ؤلائك الناس الي ويجب هدايتهم وتوجيههم الى التراجع وإعطائهم الفرصة للكذب والاحتيال والسرقة، وإذا قاموا بالشيء على رغم من ذلك فيعرف كل أحد مَن هم. بما معناه إني أسمح لهم بالتقارب مني كليا ولا أكون جبانا بل أقاوم.“